الصين ..عظمة على عظمة ..تغطى جبالها بألواح الطاقة الشمسية ليس فقط لإنتاج الطاقة ؟؟!!

المقدمة : 

تسعى الصين، كأحد أكبر منتجي الطاقة في العالم، إلى تحقيق تحول جذري في استراتيجيتها للطاقة من خلال 

اعتماد مصادر الطاقة المتجددة.

 ومن بين هذه المبادرات الطموحة، تغطية الجبال بألواح الطاقة الشمسية، والتي تعد خطوة مبتكرة لا تهدف فقط 

إلى إنتاج الطاقة، بل تسعى أيضًا إلى تحسين البيئة المحلية وتعزيز التنمية المستدامة.

تقوم الصين بتثبيت ألواح الطاقة الشمسية على أسطح الجبال والتلال، وهو مشروع يستهدف 

المناطق الجبلية التي قد تكون غير مناسبة للزراعة أو البناء. هذه الفكرة ليست جديدة تمامًا، لكنها تمثل 

استخدامًا مبتكرًا للأراضي غير المستغلة، مما يساهم في تحقيق أهداف الطاقة المتجددة بطريقة فعالة.

فوائد تغطية الجبال بألواح الطاقة الشمسية :

 * توفر الألواح الشمسية مصدرًا نظيفًا ومستدامًا للطاقة، مما يسهم في تقليل الاعتماد على الوقود الأحفوري 

وتقليل انبعاثات الكربون.

* حماية البيئة:

من خلال استخدام الأراضي غير المستغلة، تساعد هذه المشاريع في الحفاظ على المناطق الطبيعية وتجنب تدمير الغابات أو الأراضي الزراعية.

* تعزيز الاقتصاد المحلي:

توفر مشاريع الطاقة الشمسية فرص عمل جديدة للسكان المحليين، مما يسهم في تحسين مستوى المعيشة وتعزيز الاقتصاد المحلي.

ومن أفضل الأمثلة الرائدة فى الصين منطقة "قويتشو"  :

وتتميز هذه المنطقة بخصائص تجعلها مثالية لتركيب الألواح الشمسية بما في ذلك ارتفاعها الشاهق ومناخها 

المتقلب وموقعها النائي، وباتت معظم مرتفعاتها حاليا مغطاة بألواح الطاقة الشمسية، مما أضاف إلى المناظر 

الطبيعية الجبلية الخلابة أغراضا متعددة، تُبرز في النهاية ريادة الصين في مجال الطاقة المتجددة. 

كانت المنطقة قاحلة وغير منتجة في الماضي، إذ كان دخل سكانها عادة ألفي يوان (277 دولارا) 

كحد أقصى لكل مواطن من زراعة البطاطس فقط. ثم تغيرت الأمور جذريا مع المشروع الضخم لإنتاج الطاقة 

الشمسية.

وبعد أن كانت الألواح الشمسية الجبلية تولد 1.75 مليون كيلوواط من الطاقة عام 2018 لتلبية حاجات 1300 

أسرة متوسطة الحجم، باتت في عام 2023 تنتج 15 مليون كيلوواط من الطاقة.

وقامت شركات مثل شركة "قويتشو جينيوان"، العاملة في إنتاج الطاقة الشمسية في المنطقة، بتنظيم الإجراءات 

الزراعية في الموقع. هذا يعني أن الألواح الشمسية ليست مخصصة لإنتاج الطاقة فحسب، بل إنها متعددة 

الاستخدامات في المنطقة.

كانت التجربة فارقة في العمل التنموي بعد أن أُنشئت محطة طاقة هي الأولى من نوعها في قويتشو عام 2016، 

أجرت محطة ميزهان للطاقة الكهروضوئية المكمّلة للزراعة تجارب لزراعة محاصيل مختلفة، باتت تدر أرباحا 

على المزارعين المحليين.

كما بات سكان القرى يحصلون على رسوم نقل ملكية الأرض لاستخدامها في توليد الطاقة الكهروضوئية، 

بالإضافة إلى دخل من محاصيل مختلفة وأجور مقابل العمل في محطة الطاقة أو التعاونيات.

وبفضل ما عرف بنموذج "تكامل الزراعة والطاقة الكهروضوئية"، عززت تلك القرى القيمة الاقتصادية للأرض، 

ووفرت فرص عمل، وزادت دخل المجتمع المحلي. وتتيح هذه الطريقة جني فوائد عديدة من قطعة أرض واحدة، 

وتعزز نمو الإنتاج الريفي بشكل فعال.

وتبرز مثل هذه المشاريع تأثيرها الكبير في الزراعة والمناطق الريفية من خلال تنمية مستدامة، تخفض من 

خلالها البصمة الكربونية الإجمالية، مما يُمثل خطوة إيجابية نحو التحول العالمي نحو الطاقة المتجددة.

كما تعالج هذه المشاريع أيضا القلق العالمي بشأن ندرة الغذاء وفرص التنمية والعمل خصوصا في المناطق 

الريفية النائية، مقدمة حلولا عملية لكلا الأمرين، وفق التقارير.

وحسب موقع "فوتوريزم"، تموّل الحكومة الصينية منشآت تصنيع الطاقة الشمسية في مناطق مثل قويتشو 

بقروض مصرفية ودعم حكومي، مما يشير إلى أن سعي الصين نحو الطاقة المتجددة يتقدم بسرعة تتجاوز بقية 

الدول المنافسة، حسب تقارير وكالة الطاقة الدولية.

وتمتلك الصين بنية تحتية تُنتج حاليا نحو 600 غيغاواط/ساعة من الطاقة المتجددة، 

وهو ما يفوق بكثير إنتاج أكبر أربع دول منتجة للطاقة، مثل الولايات المتحدة والبرازيل والمملكة 

المتحدة وإسبانيا. 

وتبلغ الطاقة الإنتاجية المشتركة لهذه الدول الأربع 72 غيغاواط/ساعة من الطاقة المتجددة.

نتمنى من حكومتنا ان تهتم أكثر وأكثر بمثل هده المشاريع العملاقة التى تحدث فارقا 

كبيرا فى حياة المواطنين .

مع تحياتى

ناصر النجار